يصعب تجاهل مدى حضور المشروبات الغازية في تفاصيل حياتكم اليومية؛ فغالبًا ما تتوسط طاولات المناسبات العائلية، وترافقكم في لحظات العمل أو الاسترخاء، لتصبح عادة مترسخة ترتبط بالمتعة والتشارك الاجتماعي، إلا أن هذا الانتشار الواسع يخفي خلفه حقيقة قد تكون غائبة عن الكثيرين، وهي أن كمية السكر في المشروبات الغازية غالبًا ما تفوق توقعاتكم، حتى في عبوات يبدو حجمها صغيرًا أو تحت عبارات تسويقية مغرية.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على تحليل دقيق لكمية السكر في أشهر المشروبات الغازية، ونوضح تأثير هذه الكمية على الجسم، مع مقارنة بين المحليات التقليدية والطبيعية، ليكون بين أيديكم ما يلزم لاتخاذ قرارات غذائية أكثر وعيًا وذكاءً.
كمية السكر في المشروبات الغازية
عند النظر إلى كمية السكر في المشروبات الغازية، سنكتشف أنها غالبًا ما تقترب من الحد الأقصى اليومي الموصى به للسكر من قبل الهيئات الصحية العالمية، أو حتى تتجاوزه أحيانًا، تحتوي العبوة القياسية (355 مل أو 12 أونصة) من أشهر أنواع المشروبات الغازية على ما بين 35 إلى 46 جرامًا من السكر، وهذه الكمية وحدها تكاد تكفي احتياج الجسم اليومي من السكر، مما يضعكم أمام واقع صحي يحتاج لإعادة النظر في استهلاككم اليومي لهذه المشروبات.
كم جرام سكر في أشهر الأنواع؟
عند الاطلاع على أشهر أنواع المشروبات الغازية، نجد فروقات بسيطة في كمية السكر، إلا أن جميعها تحمل نسبًا مرتفعة:
- تحتوي عبوة بيبسي القياسية على 41 جرامًا من السكر.
- تحمل عبوة كوكاكولا العادية حوالي 39 جرامًا من السكر.
- يصل محتوى السكر في عبوة مونتن ديو إلى 46 جرامًا.
- أما سبرايت فتحتوي على 25.9 جرام من السكر في العبوة العادية.
- العبوات الأكبر حجمًا، مثل عبوة كوكاكولا سعة 600 مل، تضم ما يعادل 63.6 جرامًا من السكر.
- مشروبات الطاقة لها نصيب وافر من السكر أيضًا، حيث تحتوي عبوة ريد بول (250 مل) على 27.5 جرامًا، بينما يصل محتوى السكر في عبوة روكستار (500 مل) إلى 83.5 جرامًا.
ماذا تعني كمية السكر هذه لجسمك؟
إن كمية السكر في المشروبات الغازية تعني أنكم تستهلكون ما يعادل 80 إلى 95% من الحد اليومي الموصى به للسكر في عبوة واحدة فقط. هذا يضع الجسم أمام تحديات صحية قد تتفاقم مع الاستمرار في تناول هذه المشروبات، نظرًا لأن تجاوز الكمية اليومية من السكر يرتبط بشكل مباشر بارتفاع خطر زيادة الوزن، اضطرابات مستويات الطاقة، وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة. بهذا الشكل، يصبح تقليل كمية هذه المشروبات خطوة ضرورية للحفاظ على توازن صحي في استهلاك السكر اليومي.
لماذا تحتوي المشروبات الغازية على كثير من السكر؟
تحتوي المشروبات الغازية على كثير من السكر لعدة أسباب تساهم في تعزيز مذاقها وجاذبيتها لدى المستهلكين. يدرك المصنعون أن كمية السكر في المشروبات الغازية ضرورية لجعل النكهة أكثر قبولًا وتحسين تجربة الشرب.
- يلعب السكر دورًا محوريًا في تحسين الطعم، فهو يجعل المشروبات الغازية محببة لدى جميع الفئات العمرية.
- وجود كمية السكر في المشروبات الغازية يعزز من الرغبة في تناولها بشكل متكرر، ما يؤدي إلى التعلق أو حتى الإدمان على المنتج.
- يساهم السكر المضاف، سواء كان شراب الذرة عالي الفركتوز أو السكر الأبيض المكرر، في تعزيز الحلاوة وعدم الإحساس بالمرارة أو الحموضة في التركيبة النهائية.
ما سر الكمية المرتفعة؟
تكمن سر الكمية المرتفعة من السكر في المشروبات الغازية في سعي الشركات لتحقيق طعم لا يُقاوم ورفع رضاء المستهلكين عن المنتج. عادةً ما تستخدم الشركات شراب الذرة عالي الفركتوز أو السكر الأبيض المكرر لأنهما يوفران حلاوة قوية وتكلفة أقل مقارنة بالسكر الطبيعي. هذا الاختيار يمنح المشروب قوامًا سلسًا وطعمًا يغريكم بتناوله مرارًا وتكرارًا، ما يزيد من استهلاككم ويحقق أرباحًا أكبر للشركات.
ما الفرق بين السكر والسكر المضاف؟
عند الحديث عن كمية السكر في المشروبات الغازية، من المهم التمييز بين السكر الطبيعي والسكر المضاف. السكر الطبيعي هو المتواجد بالأصل في الفواكه أو الحليب ولا يضاف أثناء التصنيع. أما السكر المضاف فهو كل سكر يتم إضافته أثناء تحضير الأطعمة أو المشروبات، بما فيها المشروبات الغازية. هذا النوع هو المسؤول عن زيادة كمية السكر في المشروبات الغازية بشكل واضح، ويؤثر مباشرة على محتواها الغذائي وعلى صحتكم عند الإفراط في الاستهلاك.
هل هناك مشروبات غازية بدون سكر؟
رغم أن كمية السكر في المشروبات الغازية التقليدية تكون مرتفعة، إلا أن هناك خيارات خالية من السكر تمامًا. على سبيل المثال، المشروبات الغازية مثل دايت كولا أو سفن أب زيرو يتم إنتاجها بدون أي إضافة سكر. عوضًا عن السكر، تُستخدم محليات صناعية أو طبيعية مثل ستيفيا، ما يجعلها لا تحتسب ضمن كمية السكر في المشروبات الغازية ويمكنكم الاستمتاع بها دون القلق من استهلاك السكر المضاف.
إقرأ ايضا ما هو بديل السكر في الشاي
كيف تقارن كمية السكر مع الاحتياج اليومي؟
عند النظر إلى كمية السكر في المشروبات الغازية نجد أنها تشكل نسبة عالية من الحد اليومي الموصى به للسكر المضاف. معظم التوصيات العالمية، مثل مؤسسة القلب والسكتة الكندية، تحدد الحد الأقصى للسكر المضاف للبالغين عند 48 جرامًا يوميًا، أي حوالي 12 ملعقة صغيرة. عند استهلاك عبوة واحدة فقط من المشروبات الغازية، يمكن أن يقترب الشخص بسرعة من هذا الحد أو حتى يتجاوزه في بعض الحالات، ما يجعل الإفراط في شرب هذه المشروبات بالغ السهولة ويزيد من خطر الاستهلاك المفرط للسكر دون الشعور بذلك.
- علبة كوكاكولا (330 مل): تحتوي على 39 جرام من السكر، أي تمثل نحو 81% من الحد اليومي الموصى به للسكر المضاف.
- علبة مونتن ديو (355 مل): تحتوي على 46 جرام من السكر، أي تغطي 96% من الحد اليومي تقريبًا.
توضح هذه الأرقام بجلاء كيف أن مجرد شرب عبوة واحدة من المشروبات الغازية يوميًا قد يدفعكم تقريبًا إلى استهلاك كل كمية السكر في المشروبات الغازية المسموح بها يوميًا. تجاوز الحد اليومي مسألة ليست بعيدة، بل هي في متناول يد كل من يتناول هذه المشروبات بانتظام، مما يبرز ضرورة الانتباه وعدم الاستهانة بالقيمة الغذائية لكل عبوة.
ما هي مخاطر السكر في المشروبات الغازية؟
كمية السكر في المشروبات الغازية تشكل خطرًا خفيًا، إذ تحتوي هذه المشروبات على جرعات مرتفعة من السعرات الحرارية التي تدخل الجسم دون أن تمنحكم شعورًا حقيقيًا بالشبع. تناوُل هذه المشروبات بشكل متكرر يؤدي ببساطة إلى زيادة استهلاك السعرات يوميًا، ما يترتب عليه تراكم الوزن وارتفاع معدلات السمنة مع مرور الوقت.
عند استهلاك كميات كبيرة من السكر في المشروبات الغازية، يتلقى الجسم سعرات مرتفعة جدًا ولكنها لا تقترن بشعور الامتلاء أو الشبع. هذا يعني أنكم تستمرون في تناول الطعام بشكل اعتيادي بالإضافة إلى هذه السعرات الزائدة، مما يؤدي إلى زيادة واضحة في الوزن قد تصل لمرحلة السمنة.
ما علاقة السكر بأمراض السكر والقلب؟
السكر الزائد في المشروبات الغازية يساهم في تعزيز مقاومة الإنسولين، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم متلازمة الأيض، رفع مستويات الدهون الثلاثية، وزيادة ضغط الدم. كل هذه العوامل مجتمعة ترفع بشكل ملحوظ خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني ومشكلات القلب. وتظهر البيانات أن كل عبوة إضافية من المشروبات الغازية المحلاة ترافقها زيادة احتمالية السمنة بنسبة تصل إلى 60% بين الأطفال. إضافة لذلك، الاستخدام اليومي يرتبط بازدياد خطر الإصابة بالنقرس، تدهور صحة الأسنان، وتراكم الدهون على كل من الكبد والبنكرياس.
هل الأطفال أكثر عرضة للخطر؟
الأطفال أكثر عرضة للآثار الضارة الناتجة عن كمية السكر في المشروبات الغازية، حيث تربط الدراسات بين تناول هذه المشروبات وزيادة احتمال السمنة بشكل واضح، إضافة إلى مخاطر تلف الأسنان وتراكم الدهون على الأعضاء الحيوية، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على صحتهم في مراحل مبكرة من العمر.
ما بدائل السكر في المشروبات الغازية؟
في السنوات الأخيرة، بدأت العديد من العلامات التجارية بالبحث عن طرق لتقليل كمية السكر في المشروبات الغازية دون المساس بالطعم الحلو الذي يفضله المستهلكون، من هنا، ظهر اعتماد متزايد على بدائل السكر، سواء كانت محليات طبيعية أو صناعية، ومن بينها نبتة الستيفيا التي أصبحت تدخل في تركيب أبرز المشروبات الغازية الحديثة، الاعتماد على مثل هذه البدائل يقلل من استهلاك كميات مرتفعة من السكر ويحافظ على النكهة المرغوبة مع سعرات حرارية أقل.
هل الستيفيا خيار جيد؟
الستيفيا تُعد من الخيارات البارزة عندما يتعلق الأمر بتحلية المشروبات الغازية بدلاً من السكر التقليدي، فهي تتمتع بحلاوة أقوى بكثير من السكروز، ولا تسبب أي رفع في السعرات الحرارية أو الكربوهيدرات في المنتج النهائي، مما يجعل المشروب مناسبًا للراغبين بتقليل السكر أو من يعانون من مشكلات مع مستويات الجلوكوز. الاعتماد على مركبات ستيفيول جليكوسيد يمنح المشروب غنى في الحلاوة دون التسبب في ارتفاع مؤشر السكر في الدم.
ما الفرق بين الستيفيا والسكر؟
بين الستيفيا والسكر التقليدي (السكروز) اختلافات جوهرية تظهر في عدة نقاط:
- الستيفيا تمنح طعماً حلواً أقوى، فكمية صغيرة جداً منها تُعادل عدة أضعاف تأثير كمية السكر نفسها.
- مركبات ستيفيا ليست من الكربوهيدرات بينما السكر التقليدي هو سكروز نقي يتسبب في رفع الطاقة بسرعة بالجسم.
- لا تؤثر ستيفيا على مستويات السكر في الدم، وهي مناسبة لمرضى السكري.
- لا تحتوي ستيفيا على سعرات حرارية تقريباً، بينما السكر إضافة عالية للسعرات اليومية.
- نقطة واحدة من مستحضر ستيفيا قد تعادل ثلاث ملاعق كبيرة من السكر من حيث قوة التحلية فقط.
كيف يغير استخدام الستيفيا نكهة المشروبات؟
رغم قدرة الستيفيا على التحلية القوية وتقليل كمية السكر في المشروبات الغازية، إلا أن البعض قد يلاحظ أثراً جانبياً طفيفاً أو مذاقاً مختلفاً في البداية. تشبع الحلاوة المرتفع يجعل النكهة أكثر وضوحًا، مع إحساس أقل بالدبق الذي يخلقه السكر التقليدي. بالنسبة لمعظم المستهلكين، تظل النكهة مقبولة ومحببة خاصة عند الرغبة في تقليل استهلاك السكر دون التضحية بالطعم الحلو.
اقرأ أيضا نسبة السكر في العصائر المعلبة
أفضل بدائل السكر للمشروبات الغازية
إذا كنتم تبحثون عن طريقة لتقليل كمية السكر في المشروبات الغازية دون التضحية بالمذاق الحلو، فإن سكر ستيفيا ترولي من متجر إنيڤيتا يقدم لكم الحل المناسب، هذا المحلي الطبيعي يُستخلص بالكامل من نبات ستيفيا ريبوديانا بيرتوني، ويمنحكم نفس نكهة السكر الذي اعتدتم عليه في المشروبات والمخبوزات، ولكن دون إضافة أي سكر، دهون أو كربوهيدرات.
سكر ستيفيا ترولي - إنيڤيتا
يتميز سكر ستيفيا ترولي بفعالية عالية في التحلية؛ إذ تعادل قطرة واحدة منه ثلاث ملاعق صغيرة من السكر العادي، ما يجعله خيارًا اقتصاديًا ويدوم طويلًا معكم، خاصة أن العبوة تحتوي على 400 قطرة صغيرة وسهلة الحمل لأي مكان. ومع التركيبة الطبيعية 100% التي تقتصر فقط على ستيفيول جليكوسيد والماء النقي، ستستخدمونه بثقة يوميًا دون القلق من أي إضافات صناعية أو مواد حافظة.
باستخدام سكر ستيفيا ترولي ستخفضون كمية السكر في المشروبات الغازية بشكل فعّال، وتضمنون الحفاظ على الوزن المثالي لأن هذا المنتج لا يضيف أي سعرات حرارية.
الأسئلة الشائعة حول كمية السكر في المشروبات الغازية
كم ملعقة سكر في المشروبات الغازية؟
تختلف كمية السكر في المشروبات الغازية حسب حجم العبوة: العبوة الصغيرة (125 مل) تحتوي على 4 ملاعق سكر تقريبًا، بينما تصل العبوة الكبيرة (235 مل) إلى 9 ملاعق، أما العبوة القياسية حجم 350 مل فغالبًا ما تضم 11 ملعقة من السكر.
ما هي كمية السكر في السفن اب؟
كل 100 مل من سفن أب تحتوي على حوالي 10 جرام من السكر، ما يجعل محتوى السكر في السفن اب متقاربًا مع أغلب أنواع المشروبات الغازية.
ما هي نسبة السكر في علبة بيبسي؟
تختلف نسبة السكر في علبة بيبسي حسب سعتها، فمثلاً علبة البيبسي ذات اللتر الواحد تضم ما يقارب 39 جرام من السكر، أي نحو 10 ملاعق صغيرة تقريبًا.
كمية السكر في المشروبات الغازية مرتفعة جدًا وتمثل تهديدًا حقيقيًا لاستهلاككم اليومي الموصى به من السكر، إذ يمكن لعلبة واحدة أن تقتطع معظم هذا الحد دفعة واحدة. استبدال هذه المشروبات بالبدائل الطبيعية مثل سكر الستيفيا يمكن أن يساعدكم على تقليل استهلاك السكر ودعم صحتكم بشكل فعّال.